كاتب السؤال: محمّد جواد تاريخ السؤال: ١٤٣٧/٤/٧

رأيت أعرابيًّا يشرب من بول الإبل ويزعم أنّ ذلك من سنّة النّبيّ ويستند إلى كتب المحدّثين من السنّة والشيعة، وقد أثار هذا تعجّبي! كيف جاء في كتب المحدّثين من السنّة والشيعة أنّ بول الإبل طاهر وفيه شفاء؟!

الاجابة على السؤال: ١ تاريخ الاجابة على السؤال: ١٤٣٧/٤/١١

لا يقال للشرب من بول الإبل سنّة؛ لأنّه ليس ممّا سنّه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، بل هو طريقة صحراويّة للعلاج في الطبّ القديم كان أطبّاء العرب يصفونها لبعض المرضى، وقد أجازها لهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عند الضرورة، ومن الواضح أنّ شرب كلّ شيء مباح عند الضرورة، من دون أن يعتبر ذلك سنّة؛ كما قال اللّه عزّ وجلّ: ﴿فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ ۙ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ[١].

أمّا أن كان اللّه قد جعل في بول الإبل شفاء لبعض الأمراض فليس أمرًا غريبًا؛ لأنّه قد جعل شفاء لبعض الأمراض في أشياء مزعجة أكثر من ذلك، كسمّ الحيّات ولسعة العقارب وبعض الموادّ المريرة وكريهة الرائحة للغاية؛ لا سيّما بالنظر إلى أنّ الإبل في الصحراء تتغذّى بالمياه الغنيّة بالأملاح المعدنيّة والنباتات الطيّبة المفيدة، ولذلك لا يبعد وجود شفاء في بولها، بل لعلّه أكثر احتمالًا من وجود شفاء في بعض العقاقير الكيماويّة الجديدة والشائعة ذات العبوات الجميلة والمغرية التي يتمّ إنتاجها فقطّ لدوافع اقتصاديّة وربحيّة، وإنّما الشفاء من عند اللّه يجعله فيما يشاء، وهو العليم الحكيم.

↑[١] . المائدة/ ٣