الخميس ٨ ذي القعدة ١٤٤٥ هـ الموافق لـ ١٦ مايو/ ايّار ٢٠٢٤ م
المنصور الهاشمي الخراساني
 جديد الأسئلة والأجوبة: متى ينعقد اليمين؟ وما هي كفّارته؟ وماذا يجب على من حلف باللّه أن يقوم بالعمل الفلانيّ، ثمّ نسى هل قام به أم لا؟ اضغط هنا لقراءة الجواب. جديد المقالات والملاحظات: تمّ نشر مقالة جديدة بعنوان «مقال حول كتاب <تنبيه الغافلين على أنّ في الأرض خليفة للّه ربّ العالمين> للعلامة المنصور الهاشمي الخراساني حفظه اللّه تعالى» بقلم «حسن الميرزائي». اضغط هنا لقراءتها. جديد الشبهات والردود: يقول السيّد المنصور في كتاب «العودة إلى الإسلام» (ص٢١٦) بوجوب عرض الروايات على القرآن، كما جاء في الحديث؛ لأنّه يرى أنّ الروايات ليس لها أن تنسخ القرآن أو تخصّصه أو تعمّمه. فهل حديث عرض الروايات على القرآن ثابت وفق معايير أهل الحديث؟ اضغط هنا لقراءة الرّدّ. جديد الدروس: دروس من جنابه في حقوق العالم الذي جعله اللّه في الأرض خليفة وإمامًا وهاديًا بأمره؛ ما صحّ عن النّبيّ في ذلك؛ الحديث ٦. اضغط هنا لقراءته. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة. جديد الكتب: تمّ نشر الطبعة الخامسة من الكتاب القيّم «الكلم الطّيّب؛ مجموعة رسائل السّيّد العلامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى». اضغط هنا لتحميله. جديد الرسائل: جزء من رسالة جنابه إلى بعض أصحابه يعظه فيها ويحذّره من الجليس السوء. اضغط هنا لقراءتها. جديد الأقوال: قولان من جنابه في بيان وجوب العقيقة عن المولود. اضغط هنا لقراءتهما. جديد السمعيّات والبصريّات: تمّ نشر فيلم جديد بعنوان «الموقع الإعلامي لمكتب المنصور الهاشمي الخراساني (٢)». اضغط هنا لمشاهدته وتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة.
loading

الرابع؛ مبادئ الإسلام

إنّ الإسلام يقوم في الأصل على معرفة اللّه، وهي تتحصّل بواسطة اللّه؛ لأنّه ليس هناك شيء يُعرف أكثر منه ليكون واسطة في معرفته؛ مثل النور الذي يُرى بنفسه، ويتوسّط في رؤية كلّ شيء آخر؛ كما قال اللّه تعالى: ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ[١]؛ اعتبارًا لأنّ كلّ شيء يُرى فإنّه يُرى بالنور، ولا يمكن رؤيته قبل رؤية النور، وهكذا كلّ شيء يُعرف فإنّه يُعرف باللّه، ولا يمكن معرفته قبل معرفة اللّه، ولذلك فإنّ معرفة اللّه واسطة في معرفته وسابقة عليها، وإن كانت مغفولًا عنها من فرط بداهتها[٢].

[توحيد اللّه]

أمّا معرفة اللّه فتستلزم توحيده، بمعنى معرفة أنّه واحد؛ لأنّ وجود الموجودات واحد، وإنّما تختلف ماهيّاتها التي هي مقادير وجودها، والواحد يصدر لا محالة من مصدر واحد، ولا يمكن صدوره من مصادر شتّى، ووحدة المصدر ثابتة في ثلاثة أبعاد:

[توحيد اللّه في التكوين]

البُعد الأوّل هو التكوين، بمعنى خلق الكائنات ورَزقها وتدبيرها، وذلك لأنّ خلقها، بمعنى إنشائها وتقديرها، من قبل مبدأين مختلفين يستلزم التضادّ، مع أنّه لا تضادّ فيها، وإنّما يشاهد فيها التوافق؛ كما قال اللّه تعالى: ﴿مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ[٣]؛ لا سيّما بالنّظر إلى أنّ التضادّ يستلزم الفساد بمعنى اختلال نظام الكون؛ كما قال اللّه تعالى: ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا[٤]، وقال: ﴿إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ[٥]،

↑[١] . النّور/ ٣٥
↑[٢] . كما روي عن عليّ أنّه قال: «اعْرِفُوا اللَّهَ بِاللَّهِ» (التوحيد لابن بابويه، ص٢٨٦)، وروي عن منصور بن حازم أنّه قال: «قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ -يَعْنِي جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الصَّادِقَ-: إِنِّي نَاظَرْتُ قَوْمًا، فَقُلْتُ لَهُمْ: إِنَّ اللَّهَ أَجَلُّ وَأَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُعْرَفَ بِخَلْقِهِ، بَلِ الْخَلْقُ يُعْرَفُونَ بِاللَّهِ، فَقَالَ: صَدَقْتَ» (رجال الكشيّ، ج٢، ص٧١٨؛ التوحيد لابن بابويه، ص٢٨٥)، وقال محمّد بن عليّ بن بابويه (ت٣٨١هـ) في تفسيره: «عَرَفْنَا اللَّهَ بِاللَّهِ لِأَنَّا إِنْ عَرَفْنَاهُ بِعُقُولِنَا فَهُوَ وَاهِبُهَا، وَإِنْ عَرَفْنَاهُ بِأَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ وَحُجَجِهِ فَهُوَ بَاعِثُهُمْ وَمُرْسِلُهُمْ وَمُتَخِّذُهُمْ حُجَجًا، وَإِنْ عَرَفْنَاهُ بِأَنْفُسِنَا فَهُوَ مُحْدِثُهَا، فَبِهِ عَرَفْنَاهُ» (التوحيد لابن بابويه، ص٢٩٠).
↑[٣] . الملك/ ٣
↑[٤] . الأنبياء/ ٢٢
↑[٥] . المؤمنون/ ٩١